من أكثر طرق باب أوشيك أن يفتح له





يحكى أنه كان في الأندلس تاجر مشهور وقع بينه وبين أربعة تجار تنافس
فأبغضوه و عزموا على أن يزعجوه فخرج ذات صباح من
بيته متجها إلى متجره لابسا قمصا أبيضا و عمامة بيضاء
لقيه أولهم فحياه ثم نظر إلى عمامته و قال : ما أجمل
هذه العمامة الصفراء فقال التاجر: أعمي بصرك هذه
عمامة بيضاء فقال : بل صفراء لكنها جميلة
تركه التاجر و مضى فلما مشى خطوات لقيه الأخر
فحياه ثم نظر إلى عمامته و قال : ما اجملك اليوم و ما احسن لباسك
خاصة هذه العمامة الخضراء فقال التاجر: يارجل العمامة
بيضاء فقال : بل خضراء قال : بيضاء اذهب عني و مضى المسكين
يكلم نفسه و بنظر بين الفينه و الأخرى إلى طرف عمامته المتدلي
على كتفه ليتأكد أنها بيضاء و صل إلى دكانه و حرك
القفل ليفتحه فأقبل إليه الثالث و قال : يافلان ما أجمل هذا الصباح
خاصة لباسك الجميل و زادت جمالك هذه العمامة
الزرقاء نظر التاجر إلى عمامته ليتأكد من لونها
ثم فرك عينيه و قال ياخي عمامتي بيضاء
بل زرقاء لكنها جميلة لا تحزن ثم مضى فجعل التاجر يصيح به
العمامة بيضاء و ينظر إليها و يقلب أطرافها جلس في دكانه
قليلا و هو لا يكاد يصرف بصره عن طرف عمامته دخل عليه
الرابع و قال : أهلا يا فلان من أين إشتريت هذه العمامة الحمراء
فصاح التاجر : بل خضراء .. لا ..لا.. بل بيضاء .. لا
بل .. زرقاء .. سوداء ثم ضحك ثم صرخ خم بكى و قام يقفز
فإذا  كان هؤلاء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل بل غيروا عقله
فما بالك بمهارات مدروسه



من كتاب إستمتع بحياتك للدكتور محمد العريفي
و قد نقلها هو عن كتاب طوق الحمامة لإبن حزم