ظل شجرة


قيل : إن أخوين في الجاهلية خرجا مسافرين, فنزلا في ظل شجرة بجنب
صفاة فلما دنا الرواح خرجت لهما من تحت الصفاة حية تحمل دينارا
فألقته إليهما فقالا : إن هذه من كنز هنا , فأقاما ثلاثة أيام و هي في كل
يوم تخرج دينارا.
فقال أحدهما للآخر: إلى متى ننتظر هذه الحية ؟  ألا نقتلها
و نحفر عن هذا الكنز فنأخذه . فأبى عليه و أخذ فأسا و رصد الحية
فقتلته و رجعت إلى حجرها. فدفنه أخوه و أقام حتى إذا كان الغد
خرجت الحية معصوبا رأسها و ليس معها شيء.
فقال : يا هذه, و الله إني ما رضيت ما أصابك, و لقد نهيت أخي
عن ذلك فلم يقبل فهل لك أن تجعلي الله بيننا على أن لا تضربيني
و لا أضربك , و ترجعين إلى ما كنت عليه أولا فقالت : لا
قال : و لم ؟ قالت : لأني أعلم أن نفسك لا تطيب لي
أبدا و أنت نرى قبر أخيك و نفسي لا تطيب لك أبدا و أنا
أذكر هذه الشجه.

من كتاب موسوعة مسابقات و حروف
للمؤلف علي فضل الجماعي